بالنسبة للكرامة والشعب العنيد ..بالذن من زياد

بالنسبة للكرامة والشعب العنيد.. بالأذن من زياد الرحباني

إن المرء ليعجب من قدرة الناس المستمرة للعيش والنضال بين المقابر . و استهلاك العمر بالدفاع عن نصوص وتعاليم ترقد بجوار الموتى ..بل ومحاولة نشرها والتبشير بها والدخول في جدل وصراعات وخصومات . وربما حروب في محاولة إجبار الآخرين على الإيمان بها وذلك في كل زمان .ونفس -المرء إياه- يرثي ويحزن لحال هؤلاء .. الخائفين من مجرد التفكير ..الهاربين الى الأمان في احضان نصوصهم والمستمتعين بدفء احضان معلميهم الموتى.

الذين فكروا عنهم وعانوا عنهم وتوصلوا -بعد هذا كله- الى خلاصات وقوانين أين منها قوانين حمورابي وقوانين لافوازييه.

ان مثل هؤلاء كمثل الذين يمارسون العاده السريه ويتعجبون :لماذا لا ينجبوا اولادا !!

في كل التاريخ القديم والحديث واذا شئت الآتي لم تتم هزيمة هذه النصوص أو مذهب من المذاهب-حتى عبدة الشيطان كان لهم في كل الأزمان وجود- بل على العكس ازدادت نموا وانتشارا وتنوعا وازدهارا وعددا.لنفرض أن مصلحا أو معلما أراد أن يصالح بين نصين أو مذهبين مختلفين ماذا تكون النتيجه؟نصا ومذهبا جديدا له انصاره واتباعه البرره.

وما تعدد المذاهب والديانات شرقا وغربا الا دليلا على مانقول.ان النصوص الميته قابله للحياة في صدور المؤمنين بها والرافضين لها طويلا ..لأنها تحتوي الشيء ونقيضه معا وبكل بساطه يستطيع المنقبون في هذه النصوص استخراج الادله في اية مسأله خلافيه .بنفس البساطه التي يستخرج معارضوهم أدله اخرى .

مثلا:قضية الخلافه في الاسلام هل هي لعلي ام لأبي بكر .وقصة الكتاب والدواة التي رفض المسلمون اعطائها للرسول وهو يحتضر ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده.قضية عمار بن ياسر : وحديث الرسول المشهور" عمار تقتله الفئة الباغيه" ..فأنصار علي يؤكدون ان الفئة الباغيه هي جماعة معاويه لأنهم قتلوا عمارا . وأنصار معاويه يرون أن الفئة الباغيه هم جماعة علي لأنهم أخرجوه للقتال ...وقول عمر بن الخطاب :مات رسول الله ولم يشرح لنا معنى الربا !. مع كل هذه الآيات التي تشرح الربا.هذا في التاريخ المبكر للاسلام فما بالك اليوم مع ازدحام المقابر بكل هؤلاء الأسياد والمعلمين والشارحين

.........

في كل بلد من بلداننا الجميله والمتخلفه مؤقتا -الا ينقص عددهم ونتزايد وحسب قوانينهم سنطغى عليهم ذات الصواري او ذات يوم- يوجد معالم حضاريه هائله :طائرات عملاقه/نصفه طير ونصفه بشر/!! -مصانع حديثه- أجهزه تدار بالريموت ...ونستمتع بسذاجه بالغه باستيراد الحضاره دون أن نكلف انفسنا مشقة استيراد القوانين والنظم التي انتجت هذه الحضاره .من أقنعنا بان هؤلاء -الذين سخّرهم الله لخدمتنا-لا يملكون مزايا ومواهب هي سبب تفوقهم .وأن امتلاك نتاجهم أولى وأجدىمن امتلاك مزاياهم ومواهبهم .نحن نعي هذه الحقيقه لكننا ..نحاول تجاهلها وطمسها..وهذا أبشع.ونتساءل :كيف لا نجد في أنفسنا القدره على النهوض للوصول الى ما وصلوا اليه .كيف نناضل للمساواة سياسيا معهم ولا نناضل للمساواة معهم في القدره على تصنيع وانتاج الحضاره.اننا نريد الحصول على النتائج دون ان نكلف انفسنا عناء البحث والدراسه والتعلم- اننا نريد الطائره الجاهزه والخليوي الجاهز ..والديموقراطيه الجاهزه والحريه الجاهزه وترف الكلام و "التوك شو" وتبادل السباب بدون المقدمات الضروريه.لقد شوهنا كل معطيات الحضاره ... الديموقراطيه الحريه الاشتراكيه المذاهب التنوع .وسخرناها لخدمة أنانيتنا واهدافنا الخبيثه ..والمضحك المبكي هو استخدامنا لهذه الحضاره من أجل فرض التخلف .و للحديث تتمه