القصيده الصاروخيه
المعلّقة على حبل المشنقة
-مقاطع مطوّله-
اذا لم أحتويك يا حبيبتي ..فاحتويني
وانظري الى اجتماعنا في اللانهايه...
واللابدايه.
شاهدت أبا تنوخ جالسا..
فقلت له:
يا سيدي يا سيد ساداتي
والمفارقة الطريفه
والنكات البايته
بين الحقيقة والخيال ..
فانشق ليل الاقتتال.
اذا لم أحتويك .. فاحتويني
وانثري الجمرات فوقي وانثريني
واكتبيني
قصيدة فوق الشفاه الذائبه
أو ورقة في مهب الريح والاعصار
والليالي البارده
في انقصاف الياسمين
أحبك كانفجاري
كانفجار الحيزبون
لك حبي واحتقاري
من بلاد اليانسون
أرى رفّ السحاحير
وتنبت في دمي صخره
وأخطب خطبة كبرى
بلا عقد ولا اسوار
أمزق فيك أحذيتي
وأدعوك الى السهره
وأرشقك بضرغام
وأرميك على الجمره.
كان رياض, يمد رجليه من على علبة السردين, وكان هيس يدغدغه
يدغدغه!؟
نعم دغدغه..
حتى أضر بجهازه الهضمي فانسلق ...
في الأعالي وانفلق ,
وكاد يقع في علبة السلمون.
وعلى أشجار الصنوبر .. والفستق
تسابقنا ..
وانسحقنا...
"والشعب مسحوق....الغسيل"
في شراب الكوكتيل
ولعبنا الطرنيب.. فوق اعقاب الصليب
وتراهنا ..على حبات زبيب
وكان محمد عبد الوهاب يغني :
البعيد منك قريب
قريب ؟؟
نعم قريب
فأنا وأنت وأطفال الأنابيب والأنت بيب والأنتي كريبين
سنسحقهم ..
ونرميهم للكلاب الجائعه
والقلوب المائعة
في احتضار الجيزبون .
أرى الليمون يزهر في المآقي
كاحتراقي
كانتهاء الذكريات
وانطراحي للحياة
فأنا الولادة والممات
فأنا الليالي المشمسه
والمشمشه
والزيزفون.
واذكر في خشوع في مجون
كم تبهدلت على الدرج الحنون
وكان المبنى-وكما قيل لنا- التلفزيون
ولقد ذكرتك وقتها..
" وبيض الهند.."
وكان جوبيتر يحاربني ..ويهزمني
واشرب بيرة الليمون.
كان "عمر بدره" يفصفص شعره, ويلقي بالقشور الى الشارع
فتوجهت اليه باعتذار,
و سندات العقار.
كان سوموزا يخاطب السحاحير ,
وفي الأفق
ترتسم صورة العنقاء الهمجيه ,
وتهب
الرياح اللا زورديه والزورديه.
تعالي معي يا حبيبتي
الى اجتماع الزيزفون
وارسميني
على قفصك الصدري
وعلى الأضلاع السائبه
فانا أحب السائبات والسائبين.
عند الفم المعسول
يجتمع الذباب
عند العظام
تجتمع الكلاب
وأنا الذي احترقت ..ولم أشك
وأنا الذي تخوزقت على
درب الصحاب
أحترق .. وسأحترق
دون دخان
بلا زمان
بلا مكان
حتى العظم حتى مقر العظم
سأشرب من شراييني
واقطع كل أوردتي
لكنني لا أنتمي
للمحل الهندسي
فلقد كرهته منذ اللحظة الأولى
ولم أشتر من عنده أي شيء.
ورحلنا سويا
واحترقنا
ففي هذا الزمن اللولبي
الرحيل يعني الاحتراق
يا حبيبتي
علقوا لي حبل مشنقة
في الساحة القديمه
واحتويتك رغم أنف المعتدين
وانتميت وانتهيت
تحت مقبرة الضلوع السائبه
وفوق انخفاض الحاجبين
اذا لم أحتويك فاحتويني
ودقيني على الدرب
وشديني الى الهدب
أنا الذي انتحرت
ولامن يحزنون
أنا غذاء المساكين
في الدروب الضيقه
أنا التراب في الكلاوي
وأنا البلاوي
وانا ارتطام العاصفه
وأنا جرائدك الحقيره
وأنا شرايين الحصيره
وعند التقاء الحاجبين والأفق الرصين
يبدو انفلات الأرض في تشرين
أحبك كانفجاري
كانفجار القطرميظ
وكانسحاقي
كانسحاق الطظا طيظ!
ولن أعلم ولا أعلم
وسأنسحب من هذا المسرح المصيده
والقلعة الخامسه
وسأنسحق رمادا
فوق أعتاب الحياة.
فانقهر
فالقهر عنوان الشباب
وانسحب
دون أن ترجو الثواب والعقاب
فثوروا على الأعياد
وعلى الأحفاد
وعلى الأجيال الآتيه
وعلى خوافي الخابيه
انهم يضربون
ويضربون
ويضربون
اذا لم احتويك فاحتويني
وازرعيني وردة..أو شوكة
أو شجرة خرنوب
عند آفاق الغروب
واجعلي مني وقودا
للرياح الآتيه
للدموع الآتيه
وانصبيني في المفارق
واجعلي مني رصاصا
وانثريني في الخنادق
رقصت على صدر المروج
وتبسمت لها..
وفي النهاية في النهاية
أرى الزيتون ينبت في العيون
أرى الرياحين الصغيره
أرى الأفواه تنهشني
فأستهدي
والكلاب تنهش عظم عظمي
وانتميت
والى جهنم الحمراء مشيت
حتف أنفي.." فلا نامت اعين الجبناء"
وامتطيت كل أشواك القفير
فهناك يختبي ظل الفقير
أيتها الذبابة المخمليه
يا سارقة اللون الاخضر من أوردتي
يا حارقة دمي الأحمر في أشرعتي
سحقا لك
ولك السحق
سنطاردك
أنا والبق
واضحك ملء جفوني
ملء أوردتي
بانت سعاد وكان العم صابر ينظر اليها بحسره ,
قال ينادون عنتر قال
فدقي على الربابة ربة البيت ,
وهزّي بكفك رمح البعث وانطلقي
وانفلقي اذا شئت ....
لحاك الله يا حبيبتي
ولحيتك
وذقنك الطويله؟؟
-الثور له قرنين لا أكثر
أما الانسان فله عشرين قرنا بل أكثر
عشرون قرنا يا انسان
لم تجرؤ على القول:
أنك أنت الربان
أنك أنت العنوان
اذا لم أحتويك يا حبيبتي ..فاحتويني
وتقاطعي فيّا
وتخلليني
ما تبقى ليس يكفيك
فزيدي في يقيني
هي آخر الصرخات أطلقها
فهاتي مخزن الكلمات
ولقّميني
هي آخر العمر ..الجميل
وأول ما تبدّى..
من جنوني.
جبله 1982